الرئيس ميقاتي يحذّر من تفلّت الأمور نحو الأسوأ: القصف على الضاحية الجنوبية هو قصف لمبادرات الخير ومساعي التهدئة
الأربعاء، ٣١ تموز، ٢٠٢٤
رأس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي جلسة لمجلس الوزراء في السرايا صباح اليوم، شارك فيها نائب رئيس مجلس الوزراء سعاده الشامي، ووزراء: التربية والتعليم العالي القاضي عباس الحلبي، الإعلام زياد المكاري، الشباب والرياضة جورج كلاس، المال يوسف خليل، الصناعة جورج بوشكيان، الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي، الإتصالات جوني القرم، الصحة فراس الأبيض، البيئة ناصر ياسين، الثقافة القاضي محمد وسام مرتضى، العمل مصطفى بيرم، الأشغال العامة والنقل علي حمية، المهجرين عصام شرف الدين والإقتصاد أمين سلام. كما شارك المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير والأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية.
في ختام الجلسة تحدث وزير الإعلام زياد مكاري فقال:
استهل دولة الرئيس الجلسة بالقول: مسؤوليتنا الوطنية استدعت عقد اجتماع استثنائي للحكومة للتصدي للعدوان الإسرائيلي وإدانة الإغتيال وقتل الأطفال ومواكبة التطورات الأمنية التي حصلت مساء أمس ونقلت الوضع من حالة الإشتباك إلى وضعية الخطر المفتوح على مخاوف كبيرة، من خلال استهداف العاصمة بإعتداء إسرائيلي سقط بنتيجته ضحايا أبرياء، وكأن لبنان أضحى ساحة للحرب والقتل والدمار.
وكنت أتمنى لو أن الوزراء المقاطعين شاركوا في الجلسة اليوم، لأن نهج المقاطعة غير مفيد في هذا الظرف الخطير.
أضاف: هنا بيروت تقصف وتُغتال فيها العدالة الإنسانية، وهناك الجنوب لا يزال تحت القصف والحرق والقتل والتهجير وتدمير البلدات، على مشهد من العالم، وكأن كل ما يحصل من إجرام هو مجرد حادث.
وقال دولته: إننا ندين بقوة هذا الإعتداء على الضاحية الجنوبية لبيروت، ونرفع الصوت محذرين من تفلت الأمور نحو الأسوأ، إن بقي العدو على رعونته وجنونه الإجرامي القاتل. ونتوجه بالتعزية من أهل الضحايا ونأمل أن تتوقف حالة القتل، متسائلين عن سبب هذا التطور ومتخوفين من تفاقم الوضع إن لم تسرع الدول المعنية وكل المجتمع الدولي للجم هذا التفلت الخطير.
أضاف دولته: كما ندين بقوة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، ونرى في هذا العمل خطراً جدياً بتوسع دائرة القلق العالمي والخطر في المنطقة. كما نتقدم بالتعزية من أهالي ضحايا مجدل شمس العربية في الجولان المحتل.
وقال دولة الرئيس: ندعو العالم، الشاهد على جرائم إسرائيل، الى إجبارها على وقف إطلاق النار والإلتزام بالقرارات والقوانين الدولية وعلى تنفيذ القرار 1701 وكفى أن يكون العالم شاهداً على إجرامها وخروقاتها التي تجاوزات عشرات الآلاف.
وقال دولته: ندائي الى اللبنانيين، أن نتكاتف جميعاً ونكون قادرين على إثبات وحدتنا و تأكيد تضامننا مع أهلنا ورفضنا لأي اعتداء يطال أي منطقة من لبنان. إننا نطالب فوراً بتنفيذ القرار 1701 كاملاً وبحذافيره، وندعو المجتمع الدولي ووسطاء السلام إلى أن يكونوا شهوداً للحق ويدينوا الباطل ويعملوا في سبيل الأمن والإستقرار. سنبقى على تواصل دائم مع أصدقاء لبنان والإخوة العرب لمنع تفاقم الأمور، والعمل من أجل الحؤول دون تفاقم الأوضاع التي تنذر بأخطار حادة ستكون إنعكاساتها كبيرة.
وختم دولته: القصف على الضاحية الجنوبية لبيروت، هو قصف لمبادرات الخير ومساعي التهدئة والتفاهمات، ونحن سنبقى نعمل في سبيل إنقاذ بلدنا وحماية مجتمعنا من أي خطر، مؤكدين أن لبنان لا يريد الحرب بل الحفاظ على كرامة أبنائه وسيادته على الأرض والبحر والجو، من دون أي تهاون بحقوقه.
وأشار وزير الإعلام الى أن جلسات الحكومة ستبقى مفتوحة لمواكبة أي تطور.
أسئلة وأجوبة
سئل: هل تتوقعون رداً عنيفاً من "حزب الله"؟
أجاب: هذه تكهنات وبالتأكيد فإن المنطق العسكري يقول أنه سيكون هناك رد من "حزب الله"، ولكن كيف سيكون الرد فلا نعرف.
سئل: ألم يكن مجدياً حضور الوزراء المقاطعين لهذه الجلسة الإستثنائية؟
أجاب: في الحقيقة كان من الضروري أن يحضروا، وأنا بالنسبة لقضايا أقل أهمية كنت أقول أن عدم الحضور فيه قلة مسؤولية، ولا يجوز، في ظل هذا الوضع السيئ والخطير والدقيق في لبنان، ألا يحضر الوزراء المعنيون بما فيهم وزراء الخارجية والدفاع والطاقة. هذا أمر لا يجوز، فهم مدعوون كل يوم للحضور، وبالتأكيد هناك تواصل معهم وفي الحقيقة هناك أمور تكون أكبر من السياسة.
سئل: من خلال الإتصالات الدبلوماسية التي يجريها الرئيس ميقاتي هل هناك من تطمينات؟
أجاب: الإعتداء لم يمر عليه بعد أكثر من 12ساعة وهناك حركة دبلوماسية كثيفة تشهدها السرايا، وكلها تصب باتجاه التهدئة بشكل واضح وصريح.
سئل: كلام الرئيس ميقاتي في الجلسة يوحي بأن الأمور متجهة الى المزيد من التصعيد؟
أجاب: ليس هناك مؤشرات، بل منطق للأمور نعرفه جميعاً في لبنان، فالجميع متخوفون من حصول حرب وهذا أمر طبيعي، وكذلك من الطبيعي أن تجتمع الحكومة لاتخاذ الإجراءات المناسبة.
سئل: هل لبنان على جهوزية في حال تطورت الأوضاع؟
أجاب: خطة الطوارئ التي وضعت في 8 تشرين الأول الماضي تتابع من قبل اللجنة التي تعقد اجتماعات بشكل متواصل، والآن ستكثف اجتماعاتها ومبدئياً نحن في حال جهوزية، ولكن هناك بعض الأمور التي لها علاقة بالنزوح إذا ما حصل وهي في طور المتابعة.
سئل: هل هناك من تطمينات من ناحية الحزب أو إسرائيل بعدم حصول مواجهة مفتوحة؟
أجاب: أعود وأكرر أن هناك حادثتين كبيرتين حصلتا، الأول هو الإعتداء على الضاحية الجنوبية وهذا أمر ليس بسيطاً بالنسبة للبنان، كما أن هناك عملية اغتيال اسماعيل هنية في طهران، مما يعني أن الأمور معقدة ولا يمكننا التكهن بما يمكن أن يحصل. الإحتمالات مفتوحة.
سئل: هل سيتقدم لبنان بشكوى الى مجلس الأمن؟
أجاب: بالطبع سنتقدم بشكوى، وهناك جهد جدّي على صعيد الحركة الديبلوماسية التي تشهدها السرايا.
سئل: هل تبلغتم من الحزب ما إذا كان ردّه سيكون عنيفاً؟
أجاب: هذا الموضوع أضعه في إطاره العسكري البحت.